Google

الشمول .. في حياة النبي صلى الله عليه وسلم




أحمد جندل الطحاوي


ما أحوجنا في ذكرى مولد الحبيب (ص ) إلى تجلية حقيقة تخفى عن كثير من الناس أولئك الذين يقتصر فهمهم للدين على انه مظهر فقط أو عبادات شكلية فقط أو معاملات ظاهرية فقط وما هو كذلك بل هو دين شامل يتناول مناحي الحياة جميعا وقد تجلت شمولية الدين في حياة رسولنا وقدوتنا (ص )فقد اتصف بأسمى خصال الفضل ، فقد جعله الله في أعلاها و خصه بذروة سنامها فقد اتصف (ص ) بصفات رسالته فانطبعت عليه آثارها فكانت حياته شاملة لم يفرق بين دنيا ودين أو خلق وسياسته فهو القائل : ( إنه لا يصلح لهذا الدين إلا من أحاطه من جميع جوانبه ) وهو القائل أيضا ( لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة فأولهن نقضاً الحكم وآخرهن الصلاة ) . فقد كان الإسلام الذي جاء به النبي (ص ) منهاجا للحياة شاملا لكل مظاهرها ، ودعوني أنقل لكم بعضا من مظاهر الشمول في حياته (ص ) وهي صفات إذا احتج البعض بها جاز للبعض الأخر أن يحتج بضدها ولا خلاف مادامت من سنته (ص )
* فإذا احتج به الزهاد والمتخلفون عن الدنيا على فضلهم احتج به الداخلون فى الدنيا والولاية وسياسة الرعية لإقامة دين الله وتنفيذ أمره .
· وإذا احتج به الفقير الصابر احتج به الغنى الشاكر .
· وإذا احتج به أهل العبادة على فضل نوافل العبادة وترجيحها احتج به العارفون على فضل المعرفة .
· وإذا احتج به أرباب التواضع والحلم احتج به أرباب العز والقهر للمبطلين والغلظة عليهم والبطش بهم .
· وإذا احتج به أرباب الوقار والهيبة والرزانة احتج به أرباب الخلق الحسن والمزاح المباح الذي لا يخرج عن الحق وحسن العشرة للأهل والأصحاب .
· وإذا احتج به أصحاب الصدع بالحق والقول به في المشهد والمغيب احتج به أصحاب المداراة والحياء والكرم وان يبادروا الرجل بما يكره في وجهة .
· وإذا احتج به المتورعون على الورع المحمود احتج به الميسرون الذين لا يخرجون عن سعة شريعته ويسرها وسهولتها .
· وإذا احتج به من صرف عنايته إلى إصلاح دينة وقلبه احتج به من راعى إصلاح يدنه ومعيشته ودنياه فانه (ص )بعث لصلاح الدنيا والدين .
· وإذا احتج به من لم يعلق قلبه بالأسباب ولا ركن إليها احتج به من قام بالأسباب ووضعها موضعها وأعطاها حقها .
· وإذا احتج به من جاع وصبر على الجوع احتج به من شبع وشكر ربه على الشبع .
· وإذا احتج به من اخذ بالعفو والصفح والاحتمال احتج به من منع لله وعادى لله .
· وإذا احتج به من لم يدخر شيئا لغد احتج به من يدخر لأهله قوت سنته .
· وإذا احتج به من يأكل الخشن من القوت والأديم كخبز الشعير والخل احتج به من يأكل اللذيذ الطيب كالشوي والحلوى والفاكهة ونحوه .
· وإذا احتج به من سرد الصوم احتج به من سرد الفطر فكان يصوم حتى يقال لا يفطر ويفطر حتى يقال لا يصوم .
· وإذا احتج به من ألان جانبه وخفض جناحه لنسائه احتج به من أدبهن وآلمهن وطلق وهجر وخير .
· وإذا احتج به من ترك مباشرة أسباب العيش بنفسه احتج به من باشرها بنفسه فأجر واستأجر وباع واشترى واستلف وأدان ورهن .
· وإذا احتج به من يجتنب النساء بالكلية في الحيض والصيام احتج به من يباشر امرأته وهى حائض بغير الوطء ومن يقبل امرأته وهو صائم .
· وإذا احتج به من رحم أهل المعاصي بالقدر احتج به من أقام عليهم حدود الله فقطع للسارق ورجم الزاني وجلد الشارب .
· وإذا احتج به أرباب الحكم بالظاهر احتج به أرباب السياسة العادلة المبنية على القرائن الظاهرة فإنه حبس في تهمة وعاقب في تهمة وهكذا كانت حياته ( ص ) شاملة لأمور الدنيا والآخرة وهكذا يجب أن نقتدي به فنستن بسنته ونقتفى أثرة حتى نحشر تحت لوائه ( ص ) اللهم آمين

ليست هناك تعليقات: