Google

ضربة بحر البقر 2007 م ( ثاني مرة ) !!

بقلم / أحمد جندل الطحاوي


منذ ثمانية وثلاثين عاما وبالتحديد 8 أبريل عام 1970 ضربت الطائرات الإسرائيلية من طراز فانتوم مدرسة بحر البقر الابتدائية ، فقتلت 30 تلميذا وأصيب أكثر من خمسين آخرين ، وتحطمت المدرسة وتحطمت معها أحلام الأطفال وأمال الآباء والأمهات .
ونقل ما تبقى من آثار الجريمة من أقلام مكسورة ، وكتب ملطخة بدماء الأطفال الأبرياء ، وبقية من ملابسهم الممزقة ، نقلت هذه الآثار إلي متحف هرية رزنة بالقرب من الزقازيق ؛ لتكون شاهد عيان علي جريمة العدو الصهيوني ، ولكن يبدو أن ذلك لم يرض أبناء عمومتنا في إسرائيل ؛ فصدرت أوامر عليا من أولي الأمر بإعادة هذه الآثار إلى قرية بحر البقر بعيداً عن العيون وحتي لا يشهد أحد علي جريمة الجاني، صدرت الأوامر بدفن المجني عليه حتي لا يسخط أحد علي الجاني .
ومنذ ذلك الوقت لم يذكر هؤلاء الشهداء الأبرياء ذاكر من المسئولين ولا وسائل الإعلام ، وكأن شيئا لم يكن ، لم يذكرهم سوي هذه الروح التي سرت في هذه الأمة فأحيتها، لم يذكرهم سوى الإخوان المسلمون الذين اعتادوا أن يحيوا هذه الذكرى كل عام في قرية بحر البقر، وبين أهالي الشهداء، احتفال سنوي ينتظره أهالي الشهداء عزاءً لهم في أبنائهم، وفي هذا العام قرر المسئولون أن يحتفلوا بالذكري ، لا تكريما للشهداء ولكن لسحب البساط من تحت أقدام الإخوان ؛ فأقاموا احتفالا هزليا هزيلا في بحر البقر يوم الأحد الموافق 8 أبريل وكأنهم يحتفلون فيه بأنفسهم لا بذكري الشهداء،احتفال لذر الرماد في العيون وللحفاظ علي ماء الوجه، احتفال لم يقنع أهالي الشهداء الذين كانوا ينتظرون احتفالية الإخوان يوم الثلاثاء الموافق 10أبريل ، ولكن الأهالي فوجئوا في صباح ذلك اليوم أن قريتهم قد تحولت إلى ثكنة عسكرية ، قوات الأمن ، سيارات ضخمة محملة بجنود الأمن المركزي ، سيارات الإطفاء ، فظن الناس أن أولي الأمر قرروا الثأر لشهدائهم أو أن المسئولين سيحتفلون بهم مرة ثانية ، وفوجئ الجميع أن التكريم هذه المرة كان بإطلاق خراطيم المطافي بمياه المجاري والصرف الصحي في وجوه أهالي الشهداء ، فقد أغرق المسئولون كل مكان متوقع لاحتفال الإخوان حتى ساحة المسجد أغرقها الأمن بمياه المجاري، ولم يحفظوا للمسجد حرمته ، أرادت قوات الأمن أن تُحدث تصادماً مفتعلاً مع الإخوان لإلصاق تهم الإرهاب بهم ، وهموا بما لم ينالوا ، فقد فوت الإخوان عليهم الفرصة ، ونأوا بأنفسهم أن يقعوا في هذا الشرك اللعين ، وازداد حب المجتمع للإخوان ، كما زاد سخطهم علي النظام الفاسد الذي يكرمهم بالأمس ويهينهم اليوم .
نظام متخبط عجيب ، فيا تري متى يفيق هذا النظام من غفلته ؟ ويتصالح مع الشعب، ويستمد منه قوته ؟!!


-----------------------
ahmed_gandel@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: