Google
حوار مع أسرة المهندس / داوود طنطاوي مدير كهرباء الحسينية



مهندس داود طنطاوي أسم يعرفه الكثيرون كمديرلإدارة كهرباء الحسينية .. الكل يشهد له بالاعتدال والاستقامة والتفاني في العمل .. محبوب من مرؤسيه وزملاء العمل ، بل والأهل والجيران ، تم اعتقاله أول أكتوبر الماضي من قبل أجهزة الأمن دون تهمة حقيقة له إلا ربما تهمة انتمائه لجماعة الاخوان المسلمين التي تناهضها الدولة .. توجهنا لأسرته لإجراء حوار معها فلم نجد اختلافا كبيرا بينها وبين كثير من أسر هؤلاء المعتقلين الذين كادت تضيق بهم معتقلات الحزب الحاكم ، وأن القاسم المشترك الذي كان يجمع بينها هي تلك الروح الإيمانية ، والثبات العميق ، والإيمان بتلك القضية التي يعيشون من أجلها- حسبما صرحوا - وبتلك الدعوة التي يقدمون أوقاتهم ، وأموالهم ، وجهدهم ، وحرياتهم ثمناً لها .


سألنا السيدة الفاضلة عقيلته وأبنائه
- ماذا يمثل لكم المهندس داوود ..............................؟
يمثل لنا كل شيء في حياتنا وهو الركيزة الأساسية في بيتنا ، إنه أب وأخ وصديق حميم حنون عطوف علينا وعلي كل من حولنا ويعيننا علي طاعة الله ، كان يوقظنا إلي قيام الليل وصلاة الفجر ، ودائما يحثنا علي أن يكون لنا دورا فعالا في المجتمع .
- وعندما سألنا ابنته
- ما الذي يميز والدك ............................................؟
ما يميز أبي أنه مخلص يجذب إليه كل من يراه وكان خفيف الظل ، وشديد الغيره علي الإسلام وعزيزالنفس ، شديد الحرص علي ألا يغضب الله برضا الناس ، يحب أن يقدم الخدمات إلي أهله وبلدته ، متعاونا في بيته ، وكان يحترم والديه ولم يرفع صوته عليهما في كبره وصغره وذلك بشهادة والديه.
- كيف تفتقدون وجود والدكم في بداية العام الدراسي الجديد ؟
نفتقد وجوده بشدة لأنه كان يحثنا علي التفوق لكي نصبح من الشخصيات المرموقة في المجتمع ، وأن يكون هدفنا الأسمي من التعليم هو رفع راية الإسلام وتحرير المسجد الأقصي ، وعندما افتقدنا وجوده زادت عزيمتنا وإصرارنا علي التفوق.
- ما المواقف التي لا تنسي مع المهندس داوود ...............؟
من المواقف التي لا ننساها أنه قبل أن يخرج من البيت صباح يوم إعتقاله كان يقول لنا : إن كثيرا من أبناء المعتقلين حصلوا علي أعلي الدرجات أثناء اعتقال أبنائهم .
وفي يوم خرج معنا في الليل وظل يتحدث عن قدرة الله عز وجل وعن كيفية معرفة الوقت عن طريق النجوم ويقول لنا مواقف مضحكة .
- ما انطباعكم أثناء زيارته في السجون حيث أن هذة ليست المرة الأولي ؟
انطباعنا أننا نشعر بالظلم من قبل المسئولين عن اعتقاله ، وفي رحلتنا إلي السجن لزيارته دائما نتذكر يوم القيامة وأننا سنقتص من هؤلام ونختصمهم إلي الله .
- كيف كان التفتيش الأمني لمنزلكم ....................................؟
اقتحموا المنزل وفتشوا غرفة والدي ، واستولوا علي الكثير من الكتب .
- ما رد فعلك ورد فعل الأبناء ...............................؟
ظللنا ندعو عليهم ، ولكن بعضهم كان متعاطف معنا وظل الأولاد والجيران يدعون عليهم ويقولون لهم : هل انتهيتم من القبض علي المجرمين حتي تأتوا لتقبضوا علي الشرفاء.
- ما وجه الاختلاف بين الاعتقالات السابقة وهذا الاعتقال الأخير ؟
لقد جاءوا هذه المرة في وضح النهار أما الاعتقال السابق فقد جاءوا في وقت متأخر من الليل مثل المجرمين واللصوص .
- هل تعتقدين أن هذه الاعتقالات ستؤثر في زوجك ..................؟
نعم ستؤثر عليه .........!! حيث ستزيده تمسكا بدعوته أكثر من ذي قبل وسوف تقوي عزيمته .
- هل سترهبكم الاعتقالات وتثبطكم عن الطريق .....................؟
لا بل ستزيدنا إصرارا علي طريقنا لأننا علمنا أنه الطريق القويم ومن سار فيه بصدق فلابد أن يبتلي وما هذا إلا بالنذر اليسير .
- لماذا يعتقل النظام قيادات الإخوان وينسب إليهم تهما كاذبه .....؟
إنهم يعتقلونهم ويفعلون بهم الأفاعيل لأنهم لا يريدون نهضة ولا تقدم لبلادنا بل يدافعون عن مصالحهم الشخصية .
- ما الذي كان يوصيكم به عندما كنتم تزورونه في المعتقل ؟
كان قويا صابرا ويخبرنا بأنه بكامل الصحة والعافية ويقول دائما : يشهد الله بأنني في أفضل أحوالي وأن هذة أيام مكتوبة كالعمر والسعادة والشقاء ،إن الله يختار للعبد الخير دائما فاعتقالي مقدر من الله ولست أفضل من رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي ذاق كل شيء من أجل تبليغ دعوته ونحن علي طريقه سائرون ، والله أنعم علينا بصحبة الصالحين في المعتقل
وأقول لكم : إن الله قال لأم موسي (فإن خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك ) ، ولعل الله قدر لي الاعتقال لينقذني من شيء آخر.وكان يوصينا بألا نحزن لأن هذا الأمر بسيط جدا والحمد لله علي كل حال .

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

حسبنا الله ونعم الوكيل لك الله يا مصر فالأحرار خلف القضبان وأرباب الفساد في صدارة المجتمع وإنا لله وإنا إليه راجعون في غياب القيم والأخلاق